فصل: تعاطي الأسباب في علاج المرضى وطلب الرزق لا ينافي القدر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)



.تعاطي الأسباب في علاج المرضى وطلب الرزق لا ينافي القدر:

السؤال الأول من الفتوى رقم (6667):
س1: إن كان قد طلب الله من المسلم إيمانا بالقدر خيره وشره فلا تجوز عليه مراجعة الطبيب للعلاج إذا كان مريضا؛ لأن المرض طارئ بالقدر؟
ج1: تعاطي الأسباب من علاج المرض وطلب الرزق وغير ذلك لا ينافي القدر؛ لأن الله سبحانه قدر الأقدار وأمر بالأسباب، وكل ميسر لما خلق له، كما جاء بذلك الأحاديث الصحيحة، ولهذا يجوز التداوي بالأدوية المباحة وهو من قدر الله، كما قال عمر رضي الله عنه حينما منع من دخول البلاد الموبوءة في عام الطاعون: (نفر من قدر الله إلى قدر الله).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.جزاء من صبر على البلوى وحكم من لم يستطع الاستحمام ولا استعمال الماء في الطهارة:

السؤال الثالث من الفتوى رقم (8592):
س3: أعيش منذ الصبا بذبحة صدرية ونزيف داخلي.
(أ) هل لي أجر عند الله في ذلك، لأني حرمت من شبابي وصحتي.
(ب) معظم الأيام أصلي بتيمم لأني لا أستطيع الاستحمام هل يجوز لي ذلك؟
(ج) هل أستطيع تعليم التلاميذ القرآن وأنا غير طاهر؟
ج3: أولا: إن صبرت على ما أصابك فلك الأجر عند الله، وإن جزعت ولم تصبر حرمت الأجر.
ثانيا: إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك لا تستطيع الاستحمام شرع لك التيمم عن الجنابة.
ثالثا: إذا كنت لا تستطيع استعمال الماء في الطهارة من الحدث كفاك التيمم للطهارة من الحدث لتلاوة القرآن وتعليمه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.الانتحار:

الفتوى رقم (10914):
س: منذ أكثر من عام وأنا في صراع نفسي وفكري رهيب كانت بلورة نهايته أنني قررت الانتحار وللأسباب التي سأذكرها فيما بعد وأنني أملك من القوة والقدرة والشجاعة ما يجعلني أن أقبل على الانتحار ولكني أخشى أن يكون في ذلك ما يغضب الله سبحانه وتعالى فأسيء خاتمتي بيدي.
أما عن الأسباب فهي تجمع أسباب الدنيا مع أسباب الآخرة فمنذ صغري وأنا دائما إنسان منحوس بلغة أهل الدنيا، ولما انتهيت من الدراسة المتوسطة لم تساعدني الظروف المادية الأسرية من تكملة دراستي الجامعية دون أشقائي وشقيقاتي وجميع أصدقائي بدون استثناء حملت حقائبي منذ 6 سنوات وهجرت مصر بلدي عسى أن يعوضني الله خيرا، ولكن مما يدعوك للعجب 6 سنوات في عمل شاق تنقلت خلالها من بلد لآخر لم أدخر ما يجعلني حتى أكمل نصف ديني وهو الزواج فدائما كنت أتحلى بالصبر فإن الله مع الصابرين لكني بدأت أنهار نفسيا وبدأ صبري ينفذ ولم أعد أحتمل إنسان بين أربع حوائط تنتقل معي أينما أذهب وحرب نفسية كل يوم تكون مكانها داخل عقلي وجسدي، وإنني مسكت نفسي عن فعل الخطيئة وعن طريق الشيطان ولكني لم أعد أنا، فأخشى ما أخشاه أن يلعب الشيطان بي فتمتد يدي للمال الحرام، أو أقدم لعمل حرام مثل الزنا والعياذ بالله، وكنت دائما أتمنى أن أموت إنسانا شريفا نظيفا؛ لذا قررت الانتحار وفضلت الموت على أن أعيش وتأتي لحظة أفعل فيها ما يغضب الله- فهل هذا العمل حلال أم يجوز أم حرام والله يعلم أن هذا من أجله سبحانه وتعالى وجزاكم الله خيرا ورعاكم الله وسدد خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وأرجو الله أن يكون رد فضيلتكم بعيدا عن العاطفة وأن يكون تبعا لما جاء به الله سبحانه وتعالى ولما جاء في سنة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم؟
ج: لا يجوز لك الإقدام على جريمة الانتحار؛ لأن قتل النفس محرم وكبيرة من كبار الذنوب، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام» (*)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه في شيء عذب به يوم القيامة» (*) متفق عليه.
وما وقع في نفسك من تفضيل أن يأتيك الموت وأنت لم تفعل ما يغضب الله على بقائك في الحياة بأن ذلك من وسوسة الشيطان، فيجب عليك الحذر منه وأن تستعيذ بالله جل وعلا من الشيطان، وأن تكثر من دعائه والابتهال إليه أن يعافيك من وساوسه، واحرص على فعل الطاعات وما يقربك من الله، واجتنب محارم الله وقرناء السوء، واصبر على ما أصابك عسى الله أن يهديك إلى طريق الحق، وأن يجنبك طريق الضلال وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان

.قول الإنسان: قابلت فلانا صدفة:

السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم (4800):
س2 و3: كلمة صدفة هل يجوز لي أن أقول: عندما ذهبت إلى السوق قابلت فلانا صدفة؟
وهل هذه الكلمة (صدفة) حرام أم شرك بالله عز وجل، أم ماذا أقول بدلا من هذه الكلمة، أفتوني جزاكم الله خيرا؟
ج2 و3: ليس قول الإنسان قابلت فلانا صدفة محرما ولا شركا؛ لأن المراد منها قابلته دون سابق وعد أو اتفاق على اللقاء مثلا، وليس في هذا المعنى حرج.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.القرآن وعلومه:

.القرآن كلام الله:

.رد الشبه في قدم كلام الله:

السؤال الرابع من الفتوى رقم (3239):
س4: نقرأ في القرآن الكريم: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} [غافر: 27] الآية، {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] الآية، وأمثال هاتين الآيتين كثير في القرآن، فكيف نسمي هذا قرآنا، وكلام الله القديم؟
ج4: الكلام يطلق على اللفظ والمعنى، ويطلق على كل منهما وحده، بقرينة، وناقله عمن تكلم به من غير تحريف لمعناه ولا تغيير لحروفه ونظمه مخبر مبلغ فقط، والكلام إنما هو لمن بدأه، أما إن غير حروفه ونظمه مع المحافظة على معناه فينسب إليه اللفظ حروفه ونظمه، وينسب من جهة معناه إلى من تكلم به ابتداء، ومن ذلك ما أخبر الله به عن الأمم الماضية، كقوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} [غافر: 27].
وقوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} [غافر: 36] فهاتان تسميان قرآنا، وتنسبان إلى الله كلاما له باعتبار حروفهما ونظمهما؛ لأنهما من الله لا من كلام موسى وفرعون؛ لأن النظم والحروف ليسا منهما، وتنسبان إلى موسى وفرعون باعتبار المعنى، فإنه كان واقعا منهما، وهذا وذاك قد علمهما الله في الأزل، وأمر بكتابتهما في اللوح المحفوظ، ثم وقع القول من موسى وفرعون بلغتهما طبق ما كان في اللوح المحفوظ، ثم تكلم الله بذلك بحروف أخرى ونظم آخر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فنسب إلى كل منهما باعتبار.
وأما وصف كلام الله بالقدم فلم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أئمة السلف رحمهم الله، وإنما كان أهل السنة يقولون أيام المحنة: كلام الله غير مخلوق، ويقول مخالفوهم: كلام الله مخلوق، فوصف كلام الله بأنه قديم اصطلاح حادث، ولو جرينا عليه قلنا: كلام الله قديم النوع حادث الآحاد؛ لأن الله تعالى لم يزل متكلما، ولا يزال متكلما بما يشاء، وحتى أنه ليتكلم يوم القيامة مع المؤمنين والكافرين وغيرهم بما يشاء، كما ثبت في الصحيحين عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان...» (*) الحديث، مع أحاديث أخرى في الموضوع.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن قعود